الاثنين، 9 أبريل 2018

الرجل ..... المرأة.....متانة العلاقة......وما بينهم من مسائل


الرجل ..... المرأة.....متانة العلاقة......وما بينهم من مسائل
.................................
ابتداءا: فتور العلاقة الزوجية يتعرض لها الجميع ولكن عدم الوقوف على الاسباب الحقيقية قد يؤدى إلى الطلاق أو العلاقة المحرمة.
فى هذا المقال أتعرض إلى جوهر طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة كأزواج وليس العلاقة الثنائية قبل ذلك "إذ أن العلاقة بين الجنسين(الغرام وما شابه) قبل الزواج تظل غير قائمة على الأسباب الحقيقية التى خلق من أجلها الجنسين وإنما هى ضرب من الوهم اللذيذ المغرى يصيب القلوب فيعمى العقول.. كما أننى لن أتعرض لكون هذا الزواج تقليديا أم عن علاقة سابقة مع أن هذا الموضوع غاية فى الاهمية و مؤثر جدا.
فقد قال تعالى "إنا خلقناكم من ذكر وأنثى"أى أن السبب الرئيس فى وجود البشر على جنسين هو التكاثر واستمرار النوع ومن ثم وضعت فيهم الذكورة والانوثة وركبت فيهم الشهوة الغريزية.
وبالرغم من أن كل من الجنسين يولد بأعضائه الذكورية أو الانثوية إلا أن الشهوى الغريزية تتركب فيهما عند عمر معين وهو الذى يبلغان فيه مبلغ الرجال والنساء ويصبحان قادرين على التناسل فيختلف كل منهما عما كان عليه من قبل ولذا وجب تعريف كل من الرجل والمرأة .....فهما ليسا الذكر والانثى فقط
الرجل: هو ذكر بحسب أعضائه وليس كل ذكر رجل إذ أن الرجولة لها صفات ثلاثة ملاصقة للذكورة وهى
القوة   -   الخشونة  -   المبادرة
المرأة: هى أنثى بحسب أعضائها وليست كل أنثى إمرأة والمرأة أيضا لها ثلاثة صفات ملاصقة للانوثة وهى
الضعف  -  الرقة "اللين"  - الإغراء
وهذه الصفات ليست مفتعلة فى الرجل والمرأة ..... وإنما يجب أن يتصف الذكر والأنثى بها جبلة وليس افتعالا ليكونا رجل وإمرأة .وإذا فقد أحدهما صفة أو أكثر أو ضعفت صفة أو أكثر عند أى منهما انتقصت من ركونه رجلا أو إمرأة بنفس القدر
يقول الشاعر ضدان لما تجمعا حسنا.....والضد يظهر حسنه الضد
فالصفات الملاصقة للذكورة والانوثة هى سر التجاذب بين الرجل والمرأة وهى أضداد كقطبى المغناطيس وكلما كان كل منهما متمسكا بطبيعته أكثر كلما اشتد انجذاب الآخر إليه بالغريزة "الطبيعة الغريزية".فالرجل لكى يشعر بقوته لابد له من أن يحمى أحدا و يحن عليه فالقوة تحتاج إلى الضعف حتى تظهر والعكس صحيح .
والقوة هنا ليست ميزة للرجل و الضعف ليس سبة فى المرأة فالمرأة تتعاظم  عندما ترى أن قوة الرجل مسخرة  لحمايتها والدفاع عنها والحنو عليها وإدخال السرور على قلبها وتدبير معيشتها وكل ما يهمها أى أن قوة الرجل لها وليس عليها.
فإذا وجد الرجل ندية فى المرأة كما هو شائع الآن أو رأى فيها قوة خفتت القوة الغريزية لديه إذ أنه يشعر لا إراديا أن قوته لن تقدم لها شيئا ومن ثم يدب الاهمال.وهذا ما يحدث أيضا إذا رأت المرأة ضعفا فى شخصية الرجل مما يسقطه من نظرها لعدم إحساسها بالأمان معه فتجد فى حنانه قلة حيلة وعدم قدرة.
وكذلك بالنسبة لبقية الصفات فإذا لم تكن المرأة مغرية بطبيعتها وليس اصطناعا فلن تجد الاقبال المتواصل من الرجل عليها والمبادرة فى العلاقة.
ولما كانت هذه الصفات يجب ألا تكون مفتعلة كما ذكرنا لأنها صفات خلقية فمن فقد بعضها منهما نتيجة لظروف ما("" وهذا شائع هذه الأيام نتيجة لانخراط المرأة الشديد فى الحياة العامة "" )  وجب عليه الحرص الدائم على التحلى بها أمام الآخر حتى تصير طبعا له وإلا دب الفتور فى العلاقة الانسانية والجنسية بينهما حتى يصيرا كغريبين فتنتهى العلاقة أو ينشد أى منهما ضالته فى شخص آخر لتعويض ما نقص..وهذا هو السبب الرئيس فى حالات الطلاق والعلاقات المحرمة.
م/جمال أحمد

الأحد، 8 أبريل 2018

استرجاع الثقة المفقودة....



استرجاع الثقة المفقودة....
(من منا من لم يمر بتجربة حب في حياته

فهناك من مازال مستمرا بحبه

ولكن هناك الكثير من فقد هذا الحب

لأسباب مختلفة ولكن النهاية واحدة

انكسار قلب

ثقه مفقووده بالجميع) وسأتكلم عن العلاقات الانسانية بصفة عامة فأقول وبالله التوفيق
:

عندما تفقد ثقتك فى شخص ما ذى أهمية لك(صديق – صاحب – حبيب - ...أى نوع من
العلاقات الإنسانية) فإنك تظل منتظرا لبعض الوقت حتى ترى هل هو محتاج لثقتك فيه أم لا(لأن الثقة هى قاعدة بناء أى علاقة إنسانية من أى نوع) وذلك يظهر فى سعيه لاستعادة ثقتك بأى طريق ووسيلة . وعندما لا يحدث ذلك فإنها تنعدم مع الوقت وبالتالى سوف لا تكون هناك قاعدة للتعامل بينكما.وإذا عاد إليك ذلك الشخص أو اضطررت للتعامل معه بعد فقدان الثقة فإن كل مايقوم به من أفعال وحركات وسكنات وأقوال ولفتات ونظرات (كل ما فيه) يذكرك بماضيك معه فتبدأ حالة ما بعد فقدان الثقة (الاشمئزاز) ... أي أنه يكون محتاجا أن يتغير كليا على كل الأصعدة (أي تغيير طبع) حتى تستطيع التعامل معه فقط وليس لزرع ثقة جديدة .

 ولزرع ثقة جديدة يحتاج هذا الشخص لأمرين أولهما هو ما سبق من تغيير كلى فى التركيبة (الطبع) حتى لا يكون أى فعل أو قول أو سمت مذكرا بما مضى وهذه أشياء تفيد الشخص نفسه أكثر مما تفيد من هو مطلوب استعادة ثقته وانما هى أرضية ............
وثانيهما : وهو الأمر
الأهم (لأنه سيكون خالصا من أجل الطرف المطلوب استعادة ثقته ليشعر أنه ذا قيمة قصوى وأن استعادته للطرف الآخر لا غنى عنها) أنه يحتاج ليفعل شيئا(؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟) مهينا ومذلا لنفسه يكون هو القاعدة الجديدة للوثوق وتأسيسا لعلاقة جديدة بمعنى جديد على قاعدة جديدة من الثقة تجب ما قبلها .

قد ترتبط مع أحدهم بعلاقة معنوية والعلاقات المعنوية تقوم على التواؤم النفسى والامتزاج بالآخر وفى هذا النوع من العلاقات يكون رد فعل كل طرف تجاه أي أمر من الأمور متوقعا وشبه معلوم لدى الطرف الآخر نظرا للتواؤم.فإذا صدر من أحدهم أي تصرف أو فعل أو قول لم يكن متوقعا لدى الآخر فهذا ينم عن فجوة ما في أصل بناء هذه العلاقة .
من تانى :
المودة بناء يقام على قاعدة من الثقة والثقة قاعدة تؤسس على أرضية من الصدق والوضوح والشفافية والصراحة.
أي أنه أثناء نشوء العلاقة بين اثنين فإنها تبدأ من بهذه الأرضية ومن ثم تنشأ الثقة ثم تتنامى المشاعر حتى تصير محبة . ولو تم ذلك بشكل حقيقي وفعلى فإن أي واحد منهما سيعرف كيف يتأثر الآخر بأي أمر من الأمور وكيف سيكون رد فعله تجاه هذا الأمر بل ستكون عنده المعرفة الكاملة بالطرف الآخر في جميع توجهاته وميوله وتصرفاته .
فإذا وجد أحدهما أن الآخر ليس كذلك وأن تصرفاته أو أفعاله أو أقواله (كلامه) سواءا كان إراديا أو لا إراديا لا تتناسب ولا تتوافق مع المقدمات أو الأرضية التي بنيت عليها هذه العلاقة (الصدق والوضوح والشفافية والصراحة) إذن فإن تلك العلاقة كان يشوبها في أساسها و أثناء تدرجها ونموها بعض الكذب والغموض سواءا كان ذلك متعمدا أو غير ذلك مما يتسبب في هبوط قواعد الثقة وانهيار بناء المحبة لأن الأرضية التي قامت عليها هذه العلاقة كانت وهمية.
ولبناء علاقة جديدة بين الشخصين نفسهما لابد من فعل أشياء قاسية على الطرفين حتى يتواصلا ثانية .
وعلى الرغم من أن جدار الثقة قد يكون انهياره بسبب طرف منهما إلا أنه في استعادتها لابد أن يتحمل الطرفان تكاليف استعادتها وبرغم ذلك ستظل ذكرى الانهيار دائما ما تطرأ من آن إلى آخر.

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

مؤامرة المؤامرة



مؤامرة المؤامرة

يزعم المهرجون ممن يسمون بالساسيين والاعلاميين أن جمهورية مصر متعرضة لمؤامرات تترى .فتارة من الدول الكبرى و أخرى من دول جوار وحقيقة الأمر أن هؤلاء المهرجين هم الذين يتآمرون عليها حتى تظل أوضاعهم مستقرة و مصالحهم مستمرة.

القول الوضح هو أننا دولة متخلفة علميا بكل ما تحمل الكلمة من معان ويعلم القاصى والدانى والعالم والجاهل والحيوان والجماد أن لو أعطتنا الدول الأجنبية ظهورها لمتنا حقيقة لا مجازا .

فالناتج المحلى من الغذاء لا يقيت الدولة لأشهر قليلة من السنة ونتغذى معظم السنة على ما صنعت أيديهم بل وندافع عن أنفسنا بما صنعوا .

فإذا كنا نستورد الغذاء والسلاح منهم  فبدلا من أن يتآمروا علينا .. يكفى أن يمتنعوا عن إمدادنا بما نحتاجه ليهزمونا بالقاضية فى وقت قياسى ولكن مصالحهم التى تقتضى استمرارنا واستقرارنا تمنعهم من ذلك .

ولو لا أننا دولة متخلفة فعلا لما تبوأ هؤلاء المهرجون مكانات يفترض أنها ذات حيثية فى هذا المجتمع ولما أثروا فى العوام فتغنوا بألسنتهم السليطة و تبنوا آرائهم العبيطة .

وما ينتج عن التخلف هو تخلف لا محالة فالسلطات والمؤسسات و الأجهزة.... الخ من ركائز الدولة هى متخلفة بالتأكيد فليس بمعقول أن يجتمع  الضدان التخلف والتقدم سويا ولابد لأحدهما أن يطرد الآخر لاستحالة استمرارهما معا ""ومن المعلوم بالضرورة من أزاح الآخر منهما"".

ولا ضير أن نعترف بتخلفنا الذريع بوضوح وشفافية إذا كنا صرحاء لأن الجريمة الكبرى هى عدم الاعتراف الذى هو أول سبل التقدم فى هذه الدولة المتعايشة مع خداع الذات الذى هو تآمر على الذات.


الجمعة، 3 يونيو 2016

السيسى ..... والدولة ..... وما بينهما من مسائل ... (2)




الفساد (1)..... الدعم
من المعلوم اصطلاحا أن الدعم هو مساندة  و مساعدة  و إعانة  الغير قادر  في تلبية  احتياجاته  و من  ثم  فإن  دعم  الحكومة للسلع  هو  أن تدفع جزءا من ثمنها من  صندوق  الموازنة لتظل  فى  متناول  المواطنين  الغير قادرين  على القيام بأعبائهم  الضرورية .
وأول ما يقفز  إلى ذهن الناظر فى التعريف  الاصطلاحى  هو تعبير المواطنين غير القادرين ( الذين يسميهم النظام محدودى الدخل) فيسأل :
من هو محدود الدخل ؟ وما هى آلية تحديده؟
أو بتعبير آخر من هو غير القادر ؟ وهل هو غير قادر جزئيا أم كليا؟ وهل ستدعمه الدولة بشكل كامل أم جزئى؟ هذه الأسئلة  إذا دارت فى ذهنى فقطعا تكون دارت فى ذهن صاحب القرار  ولكن أسلوب  دعم الخبز والسلع عندنا هو عبارة عن قمة التهريج و  المسخرة العلنية .
فالدعم فى مصر  يتجلى  فى  وجهين دعم  الطعام  و دعم  الطاقة حسبما  تقول الحكومات المتعاقبة  فإذا قلنا أن الدولة تدعم السلع  فإن  المستفيدين من القادرين يفوقون  غير القادرين  فى صرف المواد الغذائية وما أكثر ما يترك القادر   نصيبه للتاجر  و الوسطاء   (بعدم استفادته من السلع المدعومة)فنراهم وقد أثروا على حساب المال العام  و أنا على المستوى الشخصى لم أستلم كوبون الغاز لأكثر من عام  فهل إذا ذهبت إلى مكتب التموين المختص وسألت عن الكوبونات  سأجدها عادت إليهم  ؟  بالقطع  لا
 وكذلك دعم الوقود الذى يستفيد منه البعض دون البعض .....فمن البديهى أن  معظم الناس لا تمتلك سيارة  و الذى يملك سيارة هو أيسر حالا ممن لا يملكها من غير القادرين فكيف تدعم الدولة شخصا عن ميزة ليست فى متناول الآخرين من المستحقين للدعم  أو كيف لا تدعمهم  بما يوازى  دعم الوقود لمن عندهم سيارات .
من البديهيات أن أول ما ينبغى عمله  لأى شخص يتولى منظومة الدعم هو معرفة دخول الأفراد ومن ثم وضع  حد  أدنى للدخل يصرف على أساسه  الدعم  الكلى  وكذلك الحد الذى لا يستحق  صاحبه   دعما  وبين الحدين يكون   دعم الأفراد كل حسب احتياجاته الضرورية .

الثلاثاء، 31 مايو 2016

السيسى ..... والدولة ..... وما بينهما من مسائل ... (1)




العدالة المدنية و الانتماء
ذكر الرئيس السيسى فى أحد أحاديثه فى جلسة مع (من يسمون) رجال الأعمال  أنه تولى الرئاسة  والدولة  "قطعة حديدة" على حد قوله .
 وحتى لا أحمل الكلمة أكثر مما يقصده الرئيس فان التفسير الواضح انها خردة   أى تم سلب خيراتها و العبث بثرواتها و اهمال مصالحها حتى أصبحت على الحديدة .
ومصر تعانى بسبب ذلك ( فساد داخل أجهزة و مؤسسات الدولة عبر عقود) من مشاكل جمة كالسرطان المتغلغل فى أعضاء الجسم ويراد التعامل معه دون خسائر جسيمة  وهو ما يتطلب معرفة مكان الورم (الفساد) فى كل عضو (جهاز أو سلطة) و أسبابه وعلاقته بغيره من الأعضاء (الأجهزة الأخرى) ولا يصلح لفعل ذلك إلا أشخاص  يتميزون بشيئين  العلم الغزير والخبرة الواسعة أى أننا فى حاجة ماسة  للمحترفين وليس لمجموعة من الهواة (الوزراء) .
والعلم الغزير لا يعنى الحصول على دكتوراه فالذين جعلوا مصر على الحديدة هم  دكاترة جامعة .. وانما العلم الغزير عند المهتمين بفلسفة العلم ونظرية المعرفة , مع الخبرة الواسعة بوضع وتراكيب هيكلية النظام الموجود.
وأول ما أبدأ به هذه السلسلة من المقالات (المتجردة عن التحيز لشخوص أو لفكر بعينه) المتعرضة لأسباب هذا الانحدار والانحطاط التاريخى وكيفية معالجته (فيما بعد) هو أهم شىء تقوم عليه الدول ألا وهو العدالة المدنية والانتماء
الانتماء هو شعور معنوى يتولد من ارتباط محبة بين الشخص وشىء ما .... ومظاهره  أن يجعل الشخص حريصا على ذلك  الشىء  مهتما به  و يكرس  من  أجله  الجهد  و الوقت للحفاظ عليه و صونه  و  تنميته  وإدامة إبرازه  فى أبهى صورة . ومن هذا المنطلق يبرز السؤال المنطقى والجدلى
هل المصريون منتمون؟
يحضرنى هنا كلام الشاعر الفكاهى حسين المصرى
وأحياء مصر إن تكن وطنية ........ تجد وحلة فيها من الرجل للفم
الزبالة تملأ كل شوارعها كأنها مزبلة كبيرة ....التلوث يملأ كل مجاريها المائية و هوائها....التعديات على الأملاك العامة و الأراضى الزراعية لا تخفى على الأعمى ..... وعن الغش فى الامتحانات بمعرفة المعلمين و أولياء الأمور حدث ولا حرج ..... وعن التزويغ من العمل والاهمال فيه فقل ما تريد ......وعن التهرب من الضرائب فتغن بذلك...الخ.....والمقام هنا لا يسع إظهار تعديد كل مظاهر الـ....................
الناظر فى تعامل المصريين مع دولتهم  يرى مظاهر ضعف الانتماء .... وأنا أرى ذلك  مرضا يصيب الدولة وليس سبة  أو خيانة  تعرو  الأشخاص  فالانتماء مثل أى شعور  له  ما يقويه  و له  ما  يضعفه  ليس  بالكلام المعسول عن حب الوطن والتغنى به . وهنا يبرز السؤال التالى وهو....مالذى أضعف انتماء المصريين ليهينوا دولتهم هذه المهانة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاجابة واضحة وضوح الشمس ......العدالة المدنية أو الاجتماعية (و الديموقراطية تضمن استمرارها)
من المعلوم بالضرورة أنه لو لم توجد حصة تشاركية عادلة لخيرات المجتمع فهذا يعنى الفساد والفساد يبدأ من المحسوبية والمحسوبية تضع الشخص فى غير محل مما ينتج عنها قرارات منحرفة تعبر عن ولاءات لأصحاب الأيادى فتسلب هذه القرارات حقوق مستحقيها فتنعدم الثقة فى النظام و المنظومة فيبدأ أفراد المجتمع فى العمل كل لمصلحته الذاتية بعيدا عن النظام فيزداد انحراف النظام و محاسيبه  فى استحلال الثروات العامة وتزداد لا مبالاة المجتمع بالدولة وتصبح الدولة شتى فمنهم مستحل للمال العام ومنهم الغشاش ومنهم المستغل لعمله المثرى منه ومنهم المتطرف وهذه بالضبط النقطة التى نقف عندها.
والمحسوبية والواسطة فى مصر على مدى عقود يقرؤها القارىء وغير القارىء ولم تسلم منها وظيفة عامة فى أى مؤسسة من مؤسسات الدولة (أى مؤسسة من مؤسسات الدولة) وأصبحت الوظائف العليا والقيادية فى مصر للاكثر انحناءا وطاعة فأكثروا فى الارض الفساد ومنحوا  امتيازات  تلى الأخرى (فمنها مالية ومنها عينية بسبب وظائفهم المأتية عن باطل) مما خلق  جيلا  حانقا ساخطا على البلد ينشد الهجرة منها الى غيرها لشعوره بانها ليست وطنه الذى يرجو.
ومن ثم فلتقوية الانتماء الى هذا البلد وجب قبل كل شىء إقرار العدالة الاجتماعية.. و  كيفية ذلك سأدلو  برأيى فى تطبيقها بعد التعرض لكافة ما يعانى منه مجتمعنا من أمراض مجتمعية .